دراسة تخصص التخدير في تركيا

دراسة تخصص التخدير في تركيا

دراسة تخصص التخدير في تركيا

29,744
يعد تخصص التخدير من التخصصات الطبية المهمة التي يُعتمد عليها في جميع أنواع العمليات الجراحية، فطبيب التخدير أول من يدخل غرفة العمليات وآخر شخص يغادرها

سجل التاريخ البشري محاولات كثيرة من أجل إيجاد حل لمشكلة الألم أثناء العمليات الجراحية، في محاولة للتخفيف منه قدر المستطاع، إلى أن ظهر علم وتخصص التخدير الذي ساهم بشكل كبير في تطور الطب، وجَنَب المريض الشعور بالألم خلال العمليات الجراحية.

 
 

تاريخ تخصص التخدير

كغيره من العلوم احتاج تخصص التخدير إلى الكثير من المحاولات لكي يتجلى بوضعه الحالي في وقتنا الحاضر، ودون الإسهاب في تاريخ تخصص التخدير في العصور القديمة، لما فيه من اختلافات كثيرة حول أسبقية الأشخاص الذين اكتشفوا المواد المخدرة، فقد اعتبر طبيب الأسنان الأمريكي وليم تومس جرين مورتون أول من استخدم الأثير (Ether) كمادة مخدرة، وذلك عام 1846م في العمليات الجراحية.

دراسة التخدير في تركيا

وقبل هذا التاريخ استخدم الأطباء الأعشاب الطبيعية للتقليل من الإحساس بالألم مثل الأفيون، والقنب وغيرها، ولكنها لم تقضِ على الألم نهائياً، نظراً لاستخدامها بتركيزات قليلة، وزيادة الكمية يفضي إلى الموت، ثم جاءت المشروبات الكحولية كوسيلة لتخفيف الألم، ولكن المريض ما يلبث أن يشعر بالألم ويسترد وعيه بعد زوال تأثير الكحول، كما حاول البعض إفقاد المريض وعيه حتى يتم الانتهاء من العملية، وأيضاً استخدام التنويم المغناطيسي، وقام الصينيون باستخدام الإبر للتحكم في الألم، وغيرها الكثير من الوسائل التي لم تحقق الكثير من النجاح، ولكي يتم إجراء عملية لمريض كان يجب تقييده جيداً على منضدة العمليات حتى يتم الانتهاء من العملية، وكان الكثير من العمليات ينتهي بوفاة المريض.

دراسة تخصص التخدير في تركيا

تبلغ مدة دراسة اختصاص فني التخدير في تركيا 2 سنة، يتلقى فيها الطلاب التعليم في المجالات التالية:

  • فيزيولوجيا الجسم البشري
  • علم التشريح
  • أساسيات الكيمياء والفيزياء
  • ومعلومات عن الأمراض وعلوم الأمراض المعدية والصيدلة وغيرها من العوم الطبية الأساسية.

كما تُدرس المواد الجامعية الأساسية في الجامعات التركية والمعاهد مثل اللغة التركية وتاريخ الانقلاب واللغة الإنجليزية التي تكون عامة في السنة الأولى، واختصاصية مكثفة في السنة الثانية، بالإضافة إلى ذلك تُعطى فيها مواد عن أساسيات التخدير واستخدام الأجهزة والتعامل مع الأدوية وما إلى ذلك.

وفي نهاية كل سنة يخضع الطالب إلى فترة تدريبية عملية.

تخصص التخدير في تركيا

أنواع التخدير

 يمكن التمييز بين عدة أنواع من التخدير، ويتبع ذلك إلى نوع العملية الجراحية ومدتها الزمنية ومكانها في جسم الإنسان، وتصنف الأنواع في جميع أنحاء العالم بالتالي:

  • التخدير العامأو الكلّي : (General anesthesia) وهو ما يطلق عليه بالاصطلاح الطبي المريض النائم، حيث لا يشعر بمنبّهات الوجع وعضلاته مرتخية.
  • التخدير النّاحيّ: (Regional anesthesia) وفيه يفقد المريض الإحساس في منطقة محددة في جسمه، وتكون عضلاته في تلك المنطقة مرتخية، والنموذج المعروف والأكثر انتشاراً من هذا النوع هو التخدير فوق الجافية (Anesthesia Epidural) الذي ينتشر في القسم السفلي من الجسم فقط.
  • التخدير الموضعي: (Local anesthesia) بواسطة حقن مخدر موضعي، يتم تخدير جزء صغير من الجسم، المنطقة التي تُجرَى فيها العملية فقط، ويغلب استخدامه في علاج الأسنان وعمليات التجميل البسيطة.

ماجستير تقنية التخدير في تركيا

أهمية تخصص التخدير ومجالات العمل

لا يقتصر تخصص التخدير اليوم على منع الأوجاع، أو التحكم بحدتها، خلال العملية الجراحية فقط، فطبيب التخدير يقوم بتجهيز المريض للعملية، وينصح بالفحوصات الضرورية ويبني برنامجاً تحضيرياً متكاملاً يشمل إعطاء أدوية معينة أو منعها قبل العملية، سعياً إلى تحضير المريض للعملية بالطريقة الأكثر نجاعة والأقل إزعاجاً.

وخلال إجراء العملية الجراحية، يتولى طبيب التخدير أيضاً، بالإضافة إلى تسكين الأوجاع، مهمة تزويد جسم المريض بالأوكسجين، ومراقبة عملية التنفس والدورة الدموية، وكذلك الوظائف الأساسية الأخرى في الجسم.

ولا ينتهي التخدير حتى بعد انتهاء العملية، ولا حتى بعد استيقاظ المريض، فطبيب التخدير يواصل رعاية المريض إلى حين استقرار وضعه في غرفة العمليات، ومن ثم في غرفة الإنعاش أو في وحدة العناية المشددة، وحتى بعد نقل المريض إلى القسم الملائم، وقد تطور تخصص التخدير بشكل ملحوظ في السنوات الماضية، وأجريت الكثير من التجارب والاختبارات، لحصول المريض على أفضل نتيجة.

وفي ما يخص مجالات العمل لهذا التخصص المهم وهي :

  • التخدير أثناء العمل الجراحي
  • العناية المشددة
  • طب الطوارئ
  • تسكين الألم

وبذلك يعتبر طبيب التخدير العصب الرئيسي لأي عمل جراحي، وبدونه لا يمكن أن تجرى عملية واحدة، كما أن طبيب التخدير لا يمكنه العمل إلا في المستشفيات، فهولا يستطيع فتح عيادة خاصة به كباقي التخصصات مثل الأسنان وغيرها، لذلك وبحسب العديد من الاستبيانات فهناك نقص كبير في عدد أطباء تخصص التخدير في العالم بشكل عام.

مهام طبيب التخدير

يعتقد الكثير من الناس أن مهمة طبيب التخدير تقصر على إجراء التخدير للمريض وبعدها يغادر غرفة العمليات، أي أن عمله لا يدوم لأكثر من خمس دقائق، ولكن كما أوضحنا في بداية المقال فهناك الكثير من المهام التي يجب أن يقوم بها طبيب التخدير، وتنطوي هذه المهام على الكثير من المخاطرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

  • التأكد من وجود المريض الصحيح بالغرفة الصحيحة، ولإجراء العملية الصحيحة.
  • إدخال المريض في حالة من الغيبوبة الصنعية، وتعطيل تنفسه بشكل متعمد، عبر المرخيات العضلية ومثبطات التنفس، وفي حالة من "الراحة القلبية"، مع ضبط عمق تلك الغيبوبة بشكل دقيق.
  • الشوارد واضطراباتها هي مهمة طبيب التخدير أثناء العمل الجراحي، بالإضافة لسكر الدم وبالطبع غازات الدم.
  • منتجات التخثر وضبطه والتحكم به، بالإضافة للهيموغلوبين ومكونات الدم.
  • التعامل الفوري مع المشاكل، صغيرة أم كبيرة، عديمة الأهمية أم كارثية، شائعة أم نادرة، والتي قد تتراوح من مجرد هبوط ضغط عابر إلى التوقف القلبي التام والإنعاش.
  • كمية السوائل الواردة والصادرة، وهنا يمكن للموضوع أن يكون عديم الأهمية في شاب يخضع لعملية صغيرة وقصيرة المدى، لكنه قد يكون قاتلاً لمريض لديه قصور قلبي، حيث يجب ضبط السوائل الواردة والصادرة نقطة تلو نقطة.
  • وضعية المريض، نقاط الضغط على جلده، وحرارة جسمه، كما أن تدفئة المريض هي مهمة طبيب التخدير حصراً.
  • جفاف الجلد والأسطح المخاطية والقرنية هي مسؤولية طبيب التخدير.
  • القدرة على إجراء جميع أنواع الحصارات والتخديرات الناحية والموضعية.
  • القدرة على تحضير المرضى للعمل الجراحي.
  • توثيق كل ما يجري خلال العمل الجراحي.

تحرير: منصة الدراسة©

هل أعجبك موضوعنا؟ يمكنك مشاركته مع أصدقائك الآن!